مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه687
مسند احمد
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، وحجاج، حدثني شعبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بحق إذا علمه " قال: فقال أبو سعيد: " فما زال بنا البلاء حتى قصرنا وإنا لنبلغ في الشر "، وقال حجاج في حديثه: " سمعت أبا نضرة " (1)
علَّمَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أصحابَه رِضوانُ اللهِ عليهم وأُمَّتَه مِن بَعدِهم ألَّا تَأخُذَهم في اللهِ لَومةُ لائِمٍ، ولا تَمنَعَهم هَيبةُ النَّاسِ أنْ يَقولوا الحَقَّ إذا شَهِدُوه أو عَلِموه، ولو كانَ صاحِبُ المُنكَرِ ذا وَجاهةٍ، ومِن ذلك ما في هذا الحَديثِ، حيثُ يَرْوي أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: "لا يَمنَعَنَّ أحَدَكم مَخافةُ النَّاسِ"، أي: بسَبَبِ الحَياءِ منهم، أو هَيبَتِهم، أو أنْ يُنكِروا عليه أو يُعادُوه، "أنْ يَقولَ بالحَقِّ"، أي: يَنطِقَ به، ولا يَكتُمَه، "إذا شَهِدَه أو عَلِمَه"، أي: كانَ عِندَه عِلْمٌ بهذا الحَقِّ.
قالَ أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضِيَ اللهُ عنه: "فحَمَلَني على ذلك"، أي: فكانَ هذا الحَديثُ الذي رَوَيتُه عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبَبًا "أنْ رَكِبتُ إلى مُعاويةَ"، أي: سافَرتُ إليه في الشَّامِ، وكانَ مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ رَضِيَ اللهُ عنه حِينَئِذٍ خَليفةَ المُسلِمينَ، "فمَلَأتُ أُذُنَيْه" بالنَّصيحةِ والحَقِّ، "ثم رَجَعْتُ" إلى المَدينةِ.
وفي الحَديثِ: بَيانٌ لِإقامةِ الأمْرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكرِ .