مسند أبي هريرة رضي الله عنه 24
مسند احمد
حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " إنما الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد، فإذا صلى جالسا، فصلوا جلوسا أجمعين "
علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أحكامَ صَلاةَ الجَماعةِ وآدابَها، ومن ذلك مُتابَعةُ المأموم لإمامِه، والاقتداءُ به، والإنصاتُ إليه في القِراءةِ، مع الحِفاظِ على الخُشوعِ وانتظامِ الصفوفِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤتَمَّ به"، أي: يُقْتدى به في أفعالِه وحَركاتِه، "فإذا كبَّرَ فكَبِّروا"، أي: اتْبَعُوا الإمامَ في التَّكبيرِ ولا تسبِقوه به، "وإذا قرَأَ فأنْصِتوا"، أي: وإذا قرَأَ جَهْرًا فأَنصِتوا واستَمِعوا لِقراءتِه، "وإذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، فقولوا: آمينَ"، أي: يَقولُ المأمومُون إذا انْتَهى الإمامُ مِن الفاتحةِ: آمينَ، ومعنى (آمينَ): اللَّهُمَّ استجِبْ، "وإذا ركَعَ فارْكَعوا، وإذا قال: سمِعَ اللهُ لمَن حمِدَه"، أي: بعدَ الرَّفعِ مِن الرُّكوعِ، "فقولوا: اللَّهُمَّ ربَّنا ولك الحمْدُ، وإذا سجَدَ فاسْجُدوا، وإذا صلَّى جالسًا، فصَلُّوا جُلوسًا"، أي: إذا صلَّى الإمامُ جالسًا يُصلِّي المأمومُون خلْفَه جلوسًا لا قائمينَ
وفي الحديثِ: تَنظيمُ الشَّرعِ لصَلاةِ الجَماعةِ بما يَحفظُ خُشوعَها ونِظامَها