حدثنا عبد الرحمن، ومؤمل، قالا: حدثنا زهير بن محمد - قال مؤمل: الخراساني -، حدثنا موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالط» وقال مؤمل: «من يخالل»
كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حريصًا على تَعليمِ أُمَّتِه ما ينفعُها في دِينِها ودُنياها، وما يحفظُ عليهِم علاقاتِهم الطَّيِّبةَ، وكانَ يحضُّ على التواصُلِ والتَّوادِّ والتصاحُبِ بينَ المسلمينَ
وهذا الحديثُ تَوجيهٌ وإرشادٌ نَبويٌّ لِمَن أرادَ سلامةَ نفسِه وبيتِه وعلاقاتِه معَ الناسِ. وفيه يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "الرجُلُ على دِينِ خَليلِه؛ فَلْينظُرْ أحدُكم مَن يُخالِلْ"، أي: المرءُ يشابِهُ صَديقَه وصاحِبَه في سِيرتِه وعادتِه؛ فهوَ مؤثِّرٌ في الأخلاقِ والسلوكِ والتصرُّفاتِ، ونظرةِ الناسِ إلى كلٍّ مِنهما من خلالِ مَعرفتِهم بأحوالِ الصَّاحبِ؛ ولهذا أرشدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلى حُسنِ اختِيارِ الصدِيقِ. و في حديثٍ آخرَ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "لا تصاحِبْ إلَّا مُؤمنًا"، أي: لا تتَّخِذْ صاحبًا ولا صَديقًا إلَّا مِن المؤمنينَ؛ لأن المؤمنَ يدلُّ صديقَه على الإيمانِ والهدى والخيرِ، ويكونُ عونًا لصاحبِه
وفي الحديثِ: الحثُّ على انتِقاءِ الأصحابِ والأصدقاءِ مِن الأتقياءِ المؤمنينَ