‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1247

مسند احمد

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1247

حدثنا هاشم، حدثنا شعبة، عن قتادة قال: قال أنس بن مالك: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إن أهل الكتاب يسلمون علينا، فكيف نرد عليهم؟ قال: " قولوا: وعليكم "

من مَحاسِنِ الأخلاقِ التي جاءَت بها الشَّريعةُ إفشاءُ السَّلامِ على مَن تَعرِفُ ومَن لم تَعرِفْ؛ ولهذا لمَّا سُئِل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الإسلامِ خَيرٌ؟ ذَكَرَ من ذلك: وتَقرَأُ السَّلامَ على مَن عَرَفتَ ومَن لم تَعرِفْ، ولَكِنَّ هذا السَّلامَ مُختَصٌّ بالمُؤمِنينَ، فلا يُسَلَّمُ على الكُفَّارِ ابتِداءً، وإذا سَلَّمَ الكافِرُ على المُسلمِ فإنَّه يَرُدُّ عليه بقَولِه: وعليكُم، فبَينَما كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعِدًا في أصحابِه إذ مَرَّ بهم يَهوديٌّ فسَلَّمَ، فرَدَّ عليه الصَّحابةُ، فلَمَّا مَضى، أي: ذَهَبَ، دَعاه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال له: كَيف قُلتَ؟ أي: كَيف كان سَلامُك. فقال اليَهوديُّ: قُلت: سامٌ عليكُم، أي: أنَّه لَم يَقُلْ: السَّلامُ عليكُم، وإنَّما دَعا بالسَّامِ وهو المَوتُ! فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا سَلَّمَ عليكُم أحَدٌ مِن أهلِ الكِتابِ، أي: اليَهودِ والنَّصارى. فقولوا: وعليكُم، أي: ما قُلتُم، أي: عليكُمُ السَّامُ الذي قُلتُموه. وفي الحَديثِ بَيانُ كَيفيَّةِ سَلامِ اليَهودِ على المُسلمينَ. وفيه بَيانُ كَيفيَّةِ الرَّدِّ على أهلِ الكِتابِ إذا سَلَّموا على المُسلِمينَ.