مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1366
مسند احمد
حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، قال قتادة، وحدثنا أنس بن مالك، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال وجنازة سعد موضوعة: " اهتز لها عرش الرحمن "
لأَولياءِ اللهِ الصَّالِحينِ بعضُ الكَراماتِ والفَضائلِ، يُكْرِمُهم اللهُ تَعالَى بها بحسَبِ حِكمتِه سُبحانَه، وخيرُ أولياءِ اللهِ بَعْدَ أنبيائهِ ورُسلِه هُمْ صحابةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ ان لَمَّا حَضَرَت جِنازةُ سَعْدٍ بيْنَ يَدَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه رِضوانُ اللهِ عليهم، أي: وُضِعَتْ أَمامَهُمْ لأجْلِ الصَّلاةِ عليها أو دَفْنِها عندَ المقابِرِ، وكان سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه سيِّدَ الأوْسِ، وقدْ رُمِيَ يوْمَ الخَنْدقِ بسَهمٍ، فعاشَ بعْدَ ذلك شَهرًا ثمَّ انتَقَضَ جُرحُه فمات منه، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحمنِ»، أي: اهتَزَّ لجِنازتِه؛ وذلكَ استِبْشارًا وفَرَحًا بقُدومِ رُوح سَعْدٍ، وإشعارًا بِفضلِه، وهو اهتزازٌ مَعلومُ الحُدوثِ، ولكنَّه مَجهولُ الكيفيَّةِ.
والعَرْشُ: هو عرْشُ الرَّحمنِ الَّذي استوَى عليه جلَّ جَلالُه، وهو أعْلَى المَخلوقاتِ وأكبرُها وأعظمُها، وصَفَه اللهِ بأنَّه عظيمٌ وبأنَّه كريمٌ؛ فوصفَه بالحُسنِ مِن جِهةِ الكَمِّيَّةِ، وبالحُسنِ مِن جِهةِ الكَيفيَّةِ.
وفي الحديثِ: شَرَفُ سَعدِ بنِ مُعاذٍ رَضيَ اللهُ عنه وفَضْلُه، وتَبشيرٌ بأنَّه رَضيَ اللهُ عنه من أهلِ الجنَّةِ.