مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1696
مسند احمد
حدثنا عفان، حدثنا حماد، قال: أخبرنا ثابت، قال: سمعت أنسا، يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم: " يدخل أهل الجنة الجنة، فيبقى منها ما شاء الله أن يبقى، ثم ينشئ الله لها خلقا مما يشاء "
خَلقَ اللهُ عزَّ وجلَّ الجَنَّةَ واسعةً فَسيحةً؛ عَرْضُها السَّمواتُ والأرضُ، وقدَّرَ لها مَن يَمَلُؤها مِن المؤمنينَ وممَّن شاءَ اللهُ أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه «يَبْقى من الجَنَّةِ» بعْدَ أنْ يَدْخُلَ كلُّ مَن شاءَ اللهُ أنْ يَدخُلَ الجَنَّةَ، فيَبْقى بها مِن المساحاتِ والأماكنِ الَّتي تَزيدُ عمَّن دَخَلَها وسَكَنَ بها، ثمَّ يَخلُقُ اللهُ ويُنشِئُ لها خَلْقًا جديدًا كما يُريدُ؛ ليَسْكُنوا بَقيَّةَ الجَنَّةِ، وهذا يَدُلُّ على عِظَمِ خَلْقِ اللهِ سُبْحانه وعلى سَعَةِ الجَنَّةِ؛ فإنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أَخْبَر: أنَّ أَقَلَّ أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزَلَةً مَن كان له في الجَنَّةِ مِثْلُ الدُّنيا وعَشْرُ أَمْثالِها؛ فكيْف بأَعْظَمهم مَنْزلةً؟!
وفي الحديثِ: أنَّ العاقلَ يَسْعى لِيَنالَ مِن الجنَّةِ ويَدخُلَها باتِّباعِ مَرْضاتِ اللهِ والبُعدِ عن مَكارِهِه.