مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1816
مسند احمد
حدثنا عفان، حدثنا حماد، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم مع امرأة من نسائه، إذ مر به رجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا فلان، هذه فلانة زوجتي "، فقال: الرجل: يا رسول الله، من كنت أظن به، فإني لم أكن لأظن بك، قال: " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم "
أغلَق الإسلامُ جميعَ أبوابِ الشَّرِّ وطُرقِه؛ حِفاظًا على الأمَّةِ مِن الذُّنوبِ المُهلِكاتِ، وما يُفسِدُ المجتمَعاتِ، حتَّى منَع الرِّجالَ الأجانبَ الَّذين ليسوا بمحارِمَ مِن الدُّخولِ على الغائبِ عنها زَوجُها، كما يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الحديثِ: "لا تَلِجُوا"، أي: لا تَدخُلوا على "المُغِيبَاتِ"، أي: المرأةِ الأجنبيَّةِ الَّتي يكونُ زوجُها غائبًا غيرَ موجودٍ، ثمَّ عقَّب ببيانِ سَببٍ مِن أسبابِ ذلك فقال: "فإنَّ الشَّيطانَ يَجري مِن أحدِكم مَجْرى الدَّمِ"، أي: إنَّ وساوسَ الشَّيطانِ تصِلُ إلى عقلِه وقلبِه وعُروقِه، كما أنَّ الدَّمَ يَسيرُ في جميعِ البدَنِ، "قُلْنا: ومِنك؟ "، أي: الشَّيطانُ معك هكذا أيضًا، فأجابَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "قال: ومنِّي، ولكنَّ اللهَ أعانني عليه فأسلَمَ"، أي: هو معي كما هو معكَم، لكن دخَل في الإسلامِ فلا يأمُرُني بشَرٍّ، وقيل: الشَّيطانُ لا يَدخُلُ الإسلامَ، والمعنى: أسلَمُ منه ومِن وَسْوستِه.