مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه904
مسند احمد
حدثنا يونس، حدثنا حماد يعني ابن زيد، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من فضة، ونقش فيه محمد رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني قد اتخذت خاتما من فضة ونقشت فيه محمد رسول الله، فلا تنقشوا عليه "
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَكتُبُ الرَّسائلَ إلى مُلوكِ الأرضِ في زَمانِه يَدْعوهم إلى الدُّخولِ في الإسلامِ؛ عَساهم أنْ يَقبَلوا الهِدايةَ، فيَهْتدي بهم قَومُهم دونَ حرْبٍ، وكانت لهم تَقاليدُ في المُراسلاتِ.
وفي هذا الحديثِ يَذْكُرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اتَّخَذَ خاتَمًا، ونَقَشَ عليه نَقشًا خاصًّا به، وهو (محمَّدٌ رَسولُ اللهِ)، وكانت كُلُّ كَلِمةٍ في سَطرٍ، وأعلاها لَفظُ الجَلالةِ، واتخذ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الخاتَمَ؛ لأنَّه كان يَختِمُ به رسائِلَه للمُلوكِ والأمَراءِ التي كان يَدْعوهم فيها إلى الإسلامِ، فَنَهَى النَّاسَ أنْ يَنقُشوا خَواتمَهم مِثلَه؛ لِئلَّا تَحصُلَ المَفسَدةُ ويَفوتَ المَقصودُ.
ثُمَّ ذَكَرَ أنَسٌ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه رأى بَريقَ الخاتمِ -يعني لمعانَه-؛ وذلك لصَفاءِ مَعدِنِهِ -وكان من الفِضَّةِ- في إصبَعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الخنْصَرِ.
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ اتِّخاذِ الخاتمِ -وما يُستجَدُّ مِنَ الوَسائِلِ- لتَوْثيقِ مُكاتَباتِ ووَثائقِ الدَّوْلةِ.
وفيه: دَلالةٌ على مَشروعيَّةِ مُكاتَبةِ الكُفَّارِ بما فيه مِن مَصالحِ الإسلامِ والمسلمينَ.
وفيه: مَشروعيَّةُ نَقْشِ الخاتمِ، ونقْشِ اسمِ صاحبِه عليه.