مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 623
مستند احمد
حدثنا هاشم، حدثنا شعبة، حدثنا سيار أبو الحكم، قال: سمعت الشعبي، يحدث عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم ليلا، فلا يأت أهله طروقا، كي تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة»
علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آدابَ السَّفرِ والعودةِ منه، والدُّخولِ على الأهْلِ
كما في هذا الحديثِ الذي يَحكي فيه جابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "إذا قَدِمَ أحدُكم ليلًا، فلا يَأتِينَّ أَهْلَه طُروقًا"، والطُّروقُ بالضَّمِّ: المجيءُ باللَّيلِ مِن سَفَرٍ أو غيرِه على غفْلةٍ، ويُقالُ لكلِّ آتٍ باللَّيلِ: طارقٌ، "حتَّى تَستحِدَّ المُغِيبَةُ"، أي: تَستخدِمُ المُوسَى الحديدَ لإزالةِ شَعرِ العانَةِ، والمُغِيبَةُ: الَّتي غاب عنها زَوجُها، "وتَمْتشِطَ الشَّعِثَةُ" أي: لكي تُهَذِّبَ شَعرَ رأْسِها وتُجمِّلَه، والشَّعِثَةُ هي الَّتي تَفرَّقَ شَعرُ رأْسِها، فأصبَحَ قَبيحَ الهيئةِ، والمقصودُ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَعَهم أنْ يُسرِعوا الدُّخولَ على أهْلِيهم، وأمَرَهم أنْ يَنتظِروا إلى اللَّيلِ؛ لكي يُعْطُوا النِّساءَ فُرصةً لكي يَتَجَهَّزْنَ لهم، ويُصْلِحْنَ مِن هَيئتِهِنَّ وشُعورهِنَّ، ويَتجَمَّلْنَ لهم، ويَستعْدِدْنَ لاستقبالِهم