مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 661

 حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن جابر بن عبد الله، قال: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جاد بعشرة أوسق من تمر، بقنو يعلق في المسجد للمساكين»

كان النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَحُثُّ أصحابَه رضِيَ اللهُ عنهم على الإحسانِ والرِّفقِ بالفُقَراءِ، ومِن ذلك ما يُخبِرُ به جابِرُ بنُ عبدِ الله رضِيَ اللهُ عنهما

في هذا الحديثِ: "أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَر مِن كلِّ جَادِّ عَشَرَةِ أَوْسُقٍ" والجادُّ بمعنى المجدود، والمعنَى: مِن كلِّ نَخْلٍ يُجَدُّ (أي يُقطَعُ) منه عَشَرَةُ أَوْسُقٍ، أي: سِتُّ مِئَةِ صاعٍ، والوَسْقُ: سِتُّون صاعًا، والصَّاعُ: أربعةُ أَمْدادٍ، والمُدُّ: مِقدارُ ما يَملأُ الكَفَّين، "مِنَ التَّمرِ، بِقِنْوٍ"، أي: بِأَخذِ عِذْقٍ، وهو غُصْنُ النَّخِيلِ بما يَحمِلُه مِن تَمْرٍ، "يُعلَّق في المسجدِ للمساكين"، أي: لِيَأكُلوا منه ويُشبِعوا به حاجتَهم؛ لِيُغنِيَهم بذلك عن السُّؤالِ
وفي الحديث: بيانُ ما للفقراءِ مِن حُقوقٍ على الأغنياءِ
وفيه: الحثُّ على الصَّدقاتِ وأنْ تُوضَعَ في المسجدِ؛ ليَسهُلَ على الفقراءِ أخْذُها