مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم 194
حدثنا يزيد، أخبرنا مسعر بن كدام، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أخيه، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في جلود الميتة، قال: " إن دباغه قد أذهب بخبثه، أو رجسه، أو نجسه "
كانت غزْوَةُ تَبُوكَ آخِرَ غزوَةٍ خرَجَ فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بنفسِه، وكانت في آخِرِ ذي القَعْدَةِ مِن سنَةِ ثمانٍ مِن الهجرَةِ
وفي هذا الحديثِ يخبِرُ سَلَمةُ بنُ المحبَّقِ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في غزوةِ تَبوكَ أتَى على بيْتٍ"، أي: مَرَّ على مَنزِلٍ مِن مَنازِلِ تَبوكَ، "فإذا قِرْبَةٌ معلَّقةٌ"، أي: ماءٌ يُستَسْقَى منه بذلك البيْتِ والقِرْبَةُ: ما يُصنَعُ مِن جُلودِ الحيَوانِ مِن أجْلِ حِفْظِ ماءِ الشُّرْبِ فيها، "فسأَلَ الماءَ"، أي: طلَب النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الشُّرْبَ منها، فقالوا، أي: أصْحابُه رَضِي اللهُ عَنهم: "يا رسولَ اللهِ، إنَّها ميْتَةٌ"، أي: إنَّ القِرْبَةَ مَصنوعَةٌ مِن جِلْدِ مَيتَةٍ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "دِباغُها طُهورُها"، أي: إنَّها طَهُرَتْ بدَبْغِها، وماؤُها صالِحٌ للشُّرْبِ، ودَبْغُ الجلْدِ: نزْعُ ما يتعلَّقُ به بعد السَّلخِ؛ حتَّى لا يُفسِدَه بَقاؤُه