مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 347
حدثنا عثمان بن محمد، وسمعته أنا منه، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم، أن يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن ينحي الجبال عنهم، فيزرعوا (1) ، فقيل له: إن شئت أن تستأني بهم، وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم، قال: " لا، بل أستأني بهم " فأنزل الله عز وجل هذه الآية: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة} [الإسراء: 59]
قَوْلُهُ "وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ عَنْهُمْ " : أَيْ : يُبْعِدَ الْجِبَالَ عَنْ نَوَاحِي مَكَّةَ وَقُرْبِهَا ، فَتَصِيرَ نَوَاحِيهَا أَيْضًا بَيْضَاءَ قَابِلَةً لِلزَّرْعِ
قَوْلُهُ "إِنْ شِئْتَ أَنْ تَسْتَأْنِيَ بِهِمْ " : اسْتِفْعَالٌ مِنْ أَنِيَ ; كَرَضِيَ ; أَيْ : تَنْتَظِرَ وَتَتَرَبَّصَ إِلَى أَنْ يَهْدِيَهُمُ اللَّهُ وَيُوَفِّقَهُمْ
* "هَذِهِ الْآيَةَ " : أَيْ : جَوَابًا عَنِ الْمَنْعِ مِنْهُمْ مَا اقْتَرَحُوا حَتَّى لَا يُتَوَهَّمَ أَنَّ ذَلِكَ لِعَدَمِ قُدْرَتِهِ تَعَالَى ، أَوْ لِعَدَمِ نُبُوَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَفِي الْمَجْمَعِ : رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ