مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 348

مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم  348

حدثنا أسود بن عامر، حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، عن كريب، عن ابن عباس، قال: " كان اسم جويرية برة، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم كرهذلك، فسماها جويرية، كراهة أن يقال: خرج من عند برة، قال: وخرج بعد ما صلى، فجاءها فقالت: ما زلت بعدك يا رسول الله دائبة، قال: فقال لها: " لقد قلت بعدك كلمات لو وزن لرجحن بما قلت: سبحان الله عدد ما خلق (1) الله سبحان الله رضاء نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته " 

ذكر الله تعالى من أفضل الأعمال وأجلها، وهو يرفع الإنسان درجات، وبه ينال الخير والبركات
وفي هذا الحديث تخبر أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليها وهي في مسجدها"، أي: موضع صلاتها، "ثم مر النبي صلى الله عليه وسلم بها قريبا من نصف النهار"، وهذا بيان لطول بقائها في مسجدها، "فقال لها: ما زلت على حالك؟" أي: في صلاتك وذكرك، "فقالت: نعم، قال: ألا أعلمك كلمات تقولينها؟" وفي رواية مسلم: "لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن"، وهذه الكلمات هي: "سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته"، ومعناه: تسبيح الله عز وجل وتحميده بعدد جميع مخلوقاته، ومخلوقات الله عز وجل لا يحصيها إلا الله، وبمقدار رضا ذاته الشريفة، وبمقدار زنة عرشه الذي لا يعلم ثقله إلا الله سبحانه وتعالى، والمداد ما يكتب به الشيء، وكلمات الله تعالى لا يقارن بها شيء، ولا ينفد مدادها، وكون الثواب بعدد ذلك مما لا يعلمه إلا الله، ولا ينفد يدل على عظمته، وهذا من التعليم النبوي وإرشاده إلى جوامع الكلم التي تحمل القليل من الألفاظ، ويعطي الله عليها عظيم الفضل والثواب