مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 349
حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حال دونه غياية، فأكملوا (1) العدة، والشهر تسع وعشرون، - يعني أنه ناقص - "
جعَل اللهُ عزَّ وجلَّ رُؤيةَ الهلالِ إيذانًا ببِدايةِ كلِّ شَهرٍ، وميقاتًا للنَّاسِ؛ حيث تترتَّبُ على تلك الرُّؤيةِ نُسُكٌ ومَشاعِرُ وفَرائضُ جَليلةٌ
وفي هذا الحديثِ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "جعَل اللهُ الأهِلَّةَ مواقيتَ للنَّاسِ"، أي: علاماتٍ لبداياتِ الأوقاتِ ونهاياتِها، وبها يُحسَبُ العامُ الهِجريُّ للمسلِمينَ، "فصوموا لرُؤيتِه" أي: ابْدَؤوا واشْرَعوا في صومِ رَمضانَ عندَ رُؤيةِ هِلالِ شهرِ رَمضانَ، "وأَفطِروا لرُؤيتِه" أي: وَيَنتهي الصَّومُ عندَ رُؤيةِ هِلالِ شوَّالٍ، "فإنْ غُمَّ عليكم" أي: منَعَت رؤيتَه غَيْمٌ وسُحبٌ، فلَم يُستَطَعْ معها تَحديدُ مَبدَأِ الشَّهرِ، "فعُدوا ثلاثينَ يومًا"، أي: فأَكمِلوا عِدَّةَ شَعبانَ ثلاثينَ يومًا؛ إذِ الأصلُ بقاءُ الشهرِ، وهذا يُتَّبعُ أيضا في كُلِّ شُهورِ السَّنَةِ، وإنَّما خُصَّ رَمضانُ بالذِّكرِ لِمَا يختَصُّ به مِن فريضةِ الصَّومِ