مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 367

مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم  367

حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: " لما اجتمع القوم لغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس في البيت إلا أهله: عمه العباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس، وأسامة بن زيد بن حارثة، وصالح مولاه، فلما اجتمعوا لغسله (2) نادى من وراء الباب أوس بن خولي الأنصاري، ثم أحد بني عوف بن الخزرج، وكان بدريا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فقال له: يا علي، نشدتك الله، وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال له علي: ادخل، فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يل من غسله شيئا، قال: فأسنده إلى صدره، وعليه قميصه، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي بن أبي طالب، وكان أسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء، وجعل علي يغسله، ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يراه من الميت، وهو يقول: بأبي وأمي، ما أطيبك حيا وميتا حتى إذا فرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يغسل بالماء والسدر، جففوه، ثم صنع به ما يصنع بالميت، ثم أدرج في ثلاثة أثواب: ثوبين أبيضين، وبرد حبرة، ثم دعا العباس رجلين فقال: ليذهب أحدكما إلى أبي عبيدة بن الجراح، وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة، وليذهب الآخر إلى أبي طلحة بن سهل الأنصاري، وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة، قال: ثم قال العباس لهما حين سرحهما: اللهم خر لرسولك، قال: فذهبا، فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة، ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم "

 قَوْلُهُ  "لَمَّا أَجْمَعَ الْقَوْمُ لِغَسْلِ " : هَكَذَا - بِاللَّامِ - فِي النُّسَخِ ، وَيُقَالُ : أَجْمَعْتُ الْأَمْرَ ، وَعَلَيْهِ - فَاللَّامُ زَائِدَةٌ - 

 "نَشَدْتُكَ اللَّهَ وَحَظَّنَا " : أَيْ : سَأَلْتُكَ أَنْ تُرَاعِيَ اللَّهَ ، وَأَنْ تُعْطِيَنَا حَظَّنَا ، يُرِيدُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فِي الدُّخُولِ فِي الْبَيْتِ لِيَحْضُرَ غَسْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَتَمَتَّعَ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ مَا دَامَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ 

"فَأَسْنَدَهُ " : أَيْ : عَلِيٌّ 

 "بِأَبِي وَأُمِّي " : أَيْ : أَنْتَ مُفَدًّى بِأَبِي وَأُمِّي 

"وَبُرْدٌ حِبَرَةٌ " : - بِكَسْرِ حَاءٍ وَفَتْحِ بَاءٍ - : بُرْدٌ مُخَطَّطٌ ، وَهُوَ بِالْإِضَافَةِ ، أَوِ التَّوْصِيفِ ، وَقَدْ سَبَقَ أَنَّ الصَّحِيحَ خِلَافُهُ 

 "يَضْرَحُ " : - بِضَادٍ مُعْجَمَةٍ وَرَاءٍ وَحَاءٍ مُهْمَلَتَيْنِ - ; مِنْ ضَرَحَ لِلْمَيِّتِ ; كَمَنَعَ : حَفَرَ لَهُ ضَرِيحًا ، وَالضَّرِيحُ : الْقَبْرُ ، أَوِ الشَّقُّ ، وَالثَّانِي هُوَ الْمُرَادُ هَا هُنَا لِلْمُقَابَلَةِ 

 "يَلْحَدُ " : مِنْ لَحَدَ ; كَمَنَعَ ، أَوْ أَلْحَدَ 

 "خِرْ " : أَيِ : اخْتَرْ لَهُ مَا فِيهِ الْخَيْرَ 

وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ مَا عَدَا حُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ; فَإِنَّهُ ضَعِيفٌ ، تَرَكَهُ أَحْمَدُ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : يُقَالُ : إِنَّهُ كَانَ يُتَّهَمُ بِالزَّنْدَقَةِ ، وَقَوَّاهُ ابْنُ عَدِيٍّ ، وَالْحَدِيثُ قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ