مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم 38
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا معمر، وعبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، أخبرنا الزهري، عن علي بن حسين، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في نفر من أصحابه، قال عبد الرزاق: من الأنصار قال: فرمي بنجم عظيم، فاستنار قال: " ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا في الجاهلية " قال: كنا نقول يولد عظيم، أو يموت عظيم - قلت للزهري: أكان يرمى بها في الجاهلية؟ قال: نعم، ولكن غلظت حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) : " فإنه لا يرمى بها لموت أحد، ولا لحياته، ولكن ربنا تبارك اسمه إذا قضى أمرا سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح هذه السماء الدنيا، ثم يستخبر أهل السماء الذين يلون حملة العرش، فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ويخبر أهل كل سماء سماء، حتى ينتهي الخبر إلى هذه السماء، ويخطف الجن السمع، فيرمون فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يقرفون فيه، ويزيدون
قَوْلُهُ فَيَقْذِفُونَ بِهِ : عَلَى بِنَاءِ الْفَاعِلِ ; أَيْ : يَرْمُونَ بِالْخَبَرِ ،
وَقَوْلُهُ وَيَرْمُونَ بِهِ إِلَيْهِمْ تَفْسِيرٌ لَهُ ، وَيُمْكِنُ عَلَى بُعْدٍ أَنْ يَكُونَ عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ ، وَ"بِهِ" لِلنَّجْمِ ، وَ"إِلَى" مُتَعَلِّقَةٌ بِمُقَدَّرٍ ; أَيْ : ذَاهِبِينَ نَازِلِينَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ،
وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ : "وَيَرْمُونَ بِهِ إِلَيْهِمْ" يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى بِنَاءِ الْفَاعِلِ بِالْمَعْنَى الْأَوَّلِ ،
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ بِنَاءً عَلَى الْمَفْعُولِ بِهَذَا الْمَعْنَى عَلَى أَنَّهُ تَفْسِيرٌ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .