مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 404
حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس، وثابت البناني، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يخطب إلى جذع نخلة، فلما اتخذ المنبر تحول إلى المنبر، فحن الجذع حتى أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحتضنه فسكن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو لم أحتضنه، لحن إلى يوم القيامة "
في هذا الحديث معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وهي حنين الجذع إليه؛ فيروي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في هذا الحديث أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان مسقوفا على جذوع من نخل، فكانت جذوع النخل له كالأعمدة، يستند عليه السقف، وكان إذا خطب يقوم واقفا مستندا على جذع منها، فلما صنع له المنبر، وقام عليه سمع الصحابة رضوان الله عليهم لذلك الجذع الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف عنده، ويستند عليه؛ صوتا كصوت العشار، يعني: الناقة التي بلغت في حملها الشهر العاشر، وهو صوت كصوت الحنين والحزن، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع يده عليه فسكت الصوت
فذلك حال الجمادات معه صلى الله عليه وسلم؛ فما بالك بمن يمتلك صفة الإحساس الفطرية! فاللهم ارزقنا حب نبيك وحسن اتباعه، وصحبته في الآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين
وفي الحديث: مشروعية اتخاذ المنبر في المساجد.
وفيه: مشروعية الوقوف في الخطبة على أي شيء مرتفع.