مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 425

مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم  425

حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد، (2) قال: حدثنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس: أن امرأة مغيبا أتت رجلا تشتري منه شيئا، فقال: ادخلي الدولج حتى أعطيك، فدخلت، فقبلها وغمزها، فقالت: ويحك إني مغيب، فتركها، وندم على ما كان منه، فأتى عمر، فأخبره بالذي صنع، فقال: ويحك، فلعلها مغيب قال: فإنها مغيب، قال: فائت أبا بكر، فاسأله فأتى أبا بكر، فأخبره، فقال أبو بكر: ويحك لعلها مغيب قال: فإنها مغيب قال: فائت النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لعلها مغيب " قال: فإنها مغيب، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} [هود: 114] إلى قوله: {للذاكرين} [هود: 114] ، قال: فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟ قال: فقال عمر: لا ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " صدق عمر "

من الوسائل التي تساعد الإنسان على التوبة: أن يحرص على مضاعفة الأعمال الصالحة وتكثيرها؛ حتى تغلب على حياته وقلبه، ومن هذه الوسائل التي تكفر السيئات الصلاة

وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلا قبل امرأة لا تحل له، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما جرى، فأنزل الله هذه الآية: {وأقم الصلاة طرفي النهار} [هود: 114]، أي: أقم الصلاة المفروضة في أول النهار وآخره، وهي: صلاة الفجر والظهر والعصر، {وزلفا من الليل}، أي: وأقم الصلاة أيضا في ساعات من الليل، وهي صلاة المغرب والعشاء، {إن الحسنات يذهبن السيئات}: إن الأعمال الصالحة من الصلاة وغيرها تكفر صغائر الذنوب، فسأل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هل الحكم خاص بي وحدي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لجميع أمتي كلهم. وفي هذا تأكيد من النبي صلى الله عليه وسلم بعد تأكيد؛ ليشمل هذا الموجودين والمعدومين، يعني: هذا لهم، وأنت منهم.وهذا التكفير للذنوب خاص بالصغائر، أما الكبائر فإنها تحتاج إلى توبة تامة، بشروطها. وفي الحديث: بيان مدى رحمة الله بعباده، وأنه يقبل التائبين