مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 798

مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 798

- حدثنا أبو سعيد، حدثنا سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لعن الله من غير تخوم الأرض، لعن الله من تولى غير مواليه، لعن الله من كمه أعمى عن الطريق، لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من وقع على بهيمة،
لعن الله من عق والديه، لعن الله من عمل عمل قوم لوط " قالها ثلاثا (2)

بين النبي صلى الله عليه وسلم أصنافا من الناس تصيبهم لعنة الله بقبح أفعالهم، وحذر أمته من الوقوع في هذه القبائح
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ملعون"، واللعن: هو التعرض للطرد من رحمة الله، "من سب أباه، ملعون من سب أمه"، أي: سب أحدهما أو كليهما، سبا مباشرة بلسانه، أو تسبب في شتم والديه من الغرباء؛ بأن يسب أبا غيره أو أمه، فيرد عليه بسب والده أو أمه، وإنما استحق ساب أبويه اللعن؛ لمقابلته نعمة الأبوين بالكفران، ووصوله إلى غاية العقوق والعصيان، كيف وهو مأمور بألا يقول لهما (أف)؟! في قوله تعالى: {فلا تقل لهما أف} [الإسراء: 23]، ومأمور بأن يقول: {رب ارحمهما} [الإسراء: 24]، "ملعون من ذبح لغير الله"، من الأصنام والأوثان أو الأولياء ممن يعبد من دون الله، وهذا شرك أكبر؛ لأنه صرف العبادة لغير الله، "ملعون من غير تخوم الأرض"، أي: من غير أو نقل علامات حدود الأراضي المملوكة لغيره، أو المشتركة بينه وبين غيره، وقيل: المراد تغيير حدود الحرم التي حددها إبراهيم عليه السلام، ولكن هذا عام في كل حد؛ فليس لأحد أن يغير من حد غيره شيئا، وقيل: أراد المعالم والإشارات التي يهتدى بها في الطريق، "ملعون من كمه أعمى عن طريق"، أي: أضل الأعمى عن الطريق الصحيح، أو دله على غير مقصده، "ملعون من وقع على بهيمة"، بأن عاشرها وجامعها كما يجامع الرجل زوجته، "ملعون من عمل بعمل قوم لوط"، بأن واقع الرجال في الأدبار، وإتيان الذكور شهوة من دون النساء
وهذا اللعن تحذير نبوي، وتهديد لمن استحل هذه الأمور أو فعلها، حتى يرتدع عنها، مع ما له من عقوبات أخرى دنيوية من التعزير، وضمان إصلاح ما أتلفه، ورد ما غصبه من أموال الناس، ثم إن مات وهو مستحل ومصر على ذلك؛ فعقابه عند الله شديد
وفي الحديث: بيان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على بيان كثير من القبائح التي توجب اللعن ليتجنبها المسلم