مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما 124

مسند احمد

مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما 124

حدثنا سفيان، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو»

 عَلَّمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه الخيرَ كُلَّه في كُلِّ شُؤونها، ومِن ذلك آدابُ البَيعِ، وآدابُ السَّفَرِ، وأنَّه يَنبغي على المُسلمِ تَكريمُ المصحَفِ وصِيانتُه؛ وحِفظُه عن كُلِّ ما يَنالُه مِن أذًى أو تَقليلٍ مِن قُدسيَّتِه

في هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن بَيعِ الثَّمرةِ حتَّى يَبدُوَ صَلاحُها"، أي: يَظهَرَ نُضْجُها تامًّا، "نَهى البائعَ والمُشترِيَ"، فيكونُ الطَّرفانِ مُلْزمَينِ بالنَّهيِ بَيْعًا وشِراءً؛ وذلك أنَّ النَّاسَ في زَمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانوا يَتَبايَعونَ الثِّمارَ وهي على رُؤوسِ الشَّجرِ، وهي لم تَطِبْ للأكلِ بَعدُ. قال ابنُ عمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "ونَهى أنْ يُسافَرَ بالقُرآنِ إلى أرْضِ العدُوِّ؛ مَخافةَ أنْ يَنالَهُ العدُوُّ"، والعدُوُّ هم الكُفَّارُ، والمقصودُ بالقُرآنِ هنا المكتوبُ لا المحفوظُ في الصُّدورِ، وحُمِلَ النَّهيُ في الحديثِ على خَشيةِ أنْ يَنالَهُ الكُفَّارُ، ولا يُكرِموه، فيَنتَهِكوا حُرْمتَه، وهذا مِن بابِ سَدِّ الذَّرائعِ