‌‌مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما141

مسند احمد

‌‌مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما141

حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، حدثني عمرو يعني ابن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن (1) عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة، فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها، ومن ترك الصلاة سكرا أربع مرات، كان حقا على الله عز وجل أن يسقيه من طينة الخبال " قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: " عصارة أهل جهنم "

الصَّلاةُ فريضةٌ عَظيمةٌ ورُكنٌ مِن أركانِ الدِّينِ، مَن حافظَ عليها كانت له نَجاةً وبُرهانًا ونورًا يَومَ القيامةِ، وقد جاءَتِ النُّصوصُ الكَثيرةُ ببَيانِ فَضلِها وفَضلِ المُحافِظينَ عليها، وهيَ عِمادُ الدِّينِ والفارِقُ بَينَ المُسلمِ والكافِرِ، وجاءَتِ النُّصوصُ أيضًا تُحَذِّرُ مِن تَركِ الصَّلاةِ وشَناعةِ حالِ تارِكِها وما له مِنَ العِقابِ في الدُّنيا والآخِرةِ، وفي هذا الحَديثِ بَيانُ عُقوبةِ مَن تَركَ الصَّلاةَ بسَبَبِ السُّكْرِ؛ يَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن تَرَكَ الصَّلاةَ سُكرًا مَرَّةً واحِدةً، أي: تَرَكَها بسَبَبِ سُكرِه وشُربِه للخَمرِ، فكَأنَّما كانت له الدُّنيا وما عليها، أي: بمَنزِلةِ شَخصٍ كان له مِثلُ الدُّنيا بما فيها، فسُلِبَها، أي: ذَهَبَ عَنه كُلُّ ذلك. وإنَّما شُبِّهَ ذلك بالدُّنيا لَكونِ الدُّنيا عَظيمةً في أعيُنِ النَّاسِ، والمَقصودُ: تَعظيمُ ما حَصَلَ له مِنَ النُّقصانِ والخُسرانِ في الآخِرةِ، ومَن تَرَكَ الصَّلاةَ أربَعَ مَرَّاتٍ سُكرًا كان حَقًّا على اللهِ أن يَسقيَه مِن طينةِ الخَبالِ. قيلَ: وما طينةُ الخَبالِ؟ فقال رَسولُ اللهِ: عُصارةُ أهلِ جَهَنَّمَ، وهو ما يَسيلُ مِنهم مِنَ الدَّمِ والصَّديدِ، وعَبَّرَ عَنه بطينةِ الخَبالِ لكَونِه يُذهِبُ عُقولَ أهلِ النَّارِ ويُتلفُ أبدانَهم. والخَبالُ في الأصلِ: الفسادُ، ويَكونُ في الأفعالِ والأبدانِ والعُقولِ؛ وذلك لأنَّه لَمَّا كان الخَمرُ يُذهِبُ العَقلُ ويُفسِدُ البَدَنَ وقد نَهاه اللهُ تعالى عَنه فلَم يَنتَهِ، عاقَبَه اللهُ بمِثلِ ما ارتَكَبَه.

 وفي الحَديثِ التَّغليظُ الشَّديدُ على مَن تَرَكَ الصَّلاةَ بسَبَبِ السُّكْرِ.

وفيه بَيانُ عُقوبةِ شارِبِ الخَمرِ.