مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما185
حدثنا عبد الرحمن، قال همام: أخبرنا عن قتادة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هي اللوطية الصغرى "، يعني الرجل يأتي امرأته في دبرها
شرَعَ الإسلامُ الزَّواجَ لِحِكَمٍ بالِغةٍ، منها طَلَبُ العَفافِ وطَلَبُ الإنجابِ، ومنها تَكثيرُ نَسلِ الأُمَّةِ، وبَيَّنَ ما يَحِلُّ فِعلُه بَينَ الزَّوجيْنِ في الجِماعِ، ولكِنَّه في الوَقتِ ذاتِه حَرَّمَ أُمورًا في الحياةِ الزَّوجيَّةِ تُفسِدُ النَّفْسَ، وتأباها الفِطَرُ السَّليمةُ، ومِن ذلك إتيانُ الزَّوجاتِ في غَيرِ مَوضِعِ الحَرثِ، كما يُبيِّنُ هذا الحَديثُ، حيث "سُئِلَ قَتادةُ عنِ الذي يأتي امرأتَه في دُبُرِها"، أي: يُعاشِرُها ويُجامِعُها مِن خَلفِها في حَلقةِ دُبُرِها، "فقال قَتادةُ: حَدَّثَنا عَمرُو بنُ شُعيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: هي اللُّوطيَّةُ الصُّغرى" والمُرادُ أنَّ مُجامَعةَ الرَّجُلِ زَوجَتَه في دُبُرِها تُشبِهُ مُجامَعةَ الرَّجُلِ الرَّجُلَ في دُبُرِه، وكان هذا مِن فِعلِ قَومِ لوطٍ؛ ولذلك نُسِبَ إليهم. وفي إتيانِ النِّساءِ في الدُّبُرِ مَضارُّ كثيرةٌ؛ منها: الجِنايةُ على الفِطرةِ البَشَريَّةِ السَّليمةِ، وقِلَّةُ النَّسلِ؛ بانتِشارِ هذه الفاحِشةِ، وكذلك إفسادُ الحياةِ الزَّوجيَّةِ، وتَفكُّكُ العائِلاتِ والأُسَرِ، وغَرسُ العَداوةِ والبَغضاءِ، وهو مَفسَدةٌ؛ لِأنَّه يُفضي إلى اللِّواطِ، ومع كُلِّ ذلك فهو داءٌ خَطيرٌ، وهو إفسادُ حَلقةِ الدُّبُرِ، وهي التي تَتحَكَّمُ في عَمليةِ التَّبرُّزِ وإخراجِ الأذَى مِنَ الجَسَدِ.