‌‌مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما468

مسند احمد

‌‌مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما468

حدثنا أحمد بن عبد الملك وهو الحراني، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليتها، ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع، يضرب عليها بمسحاته ومعوله " (1)

أخبَرَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه تقَعُ فِتنٌ في آخِرِ الزَّمانِ، وتُنتَهَكُ فيها حُرماتُ المُقدَّساتِ، وهذا الحديثُ يُبيِّنُ بعضَ ذلك؛ حيثُ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهو الصَّادقُ المَصْدوقُ: "يُخرِّبُ الكَعبةَ"، أي: عِندَ قُربِ قيامِ السَّاعةِ، "ذو السُّوَيْقَتَيْنِ"، أي: صاحبُ السَّاقينِ الصَّغيرينِ، "مِن الحَبَشَةِ"، والحَبَشَةُ نَوعٌ مِن السُّودانِ، وكأنَّ هذه الكعبةَ المُعظَّمةَ يَهْتِكُ حُرمَتَها مثْلُ هذا الحقيرِ الذَّميمِ الخِلْقةِ، "ويَسلُبُها حِلْيَتَها، ويُجرِّدُها مِن كِسوَتِها"، أي: يأْخُذُ ذَهَبَها أو زِينتَها الَّتي تَتزيَّنُ بها، ويُنزِلُ عنها ثِيابَها الَّتي تَكْسوها، "ولكأنِّي أنظُرُ إليه أُصَيلِعَ"، أي: مَنزوعَ شَعرِ الرَّأسِ، "أُفَيْدِعَ"، أي: مُتباعِدَ ما بيْن السَّاقينِ، "يَضرِبُ عليها بمِسْحاتِه ومِعْوَلِه"، أي: يَضرِبُ الكعبةَ ويَهدِمُها بفأْسِه وأدواتِه.

 وفي الحديثِ: إخبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عمَّا يقَعُ آخِرَ الزَّمانِ، وهو مِن أُمورِ الغيبِ الَّتي يجِبُ الإيمانُ والتَّصديقُ بها، وبكلِّ ما ثبَتَ وصحَّ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أُمورِ الغَيبِ.