حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، قال: " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط، ولا يطأ عقبه رجلان (1) " قال عفان: " عقبيه "
في هذا الحديثِ بعضُ الأمثلةِ على تواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حيث يقولُ عبدُ الله بنُ عَمْرٍو رضِيَ اللهُ عنهما: "ما رُئِيَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَأكُلُ مُتَّكِئًا"، أي: مائِلًا إلى أحدِ شِقَّيْهِ مُعتمدًا عليه وحْدَه؛ قيل: وسبب ذلك أنَّ الأَكْلَ متكئًا كان مِن دأَب المُتْرَفِين وفِعلِ المتكبِّرين، "قَطُّ"، أي: في كلِّ المرَّاتِ الَّتِي رأيناه فيها يَأكُل، "ولا يَطَأُ عَقِبَه رَجُلانِ"، أي: ولم يكن للنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن يَمشي خلفَه مِن الأتباعِ كالسُّلطانِ. وفي الحديثِ: الحثُّ على التَّواضُع؛ فالنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- معَ مكانتِه عندَ ربِّه وعندَ الأُمَّةِ كلِّها- كان مَضرِبَ المَثلِ في التَّواضُع.