مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 309
مسند احمد
حدثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم، حدثنا زائدة، حدثنا عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم عبد أسود، فمات، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «انظروا هل ترك شيئا؟» قالوا: ترك دينارين، قال: «كيتان»
كان النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحذِّرُ أُمَّتَه مِنَ الفِتنِ، وكان حَذَيفَةُ بنُ اليَمانِ رضِيَ اللهُ عنهما يَهتَمُّ بِسُؤالِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن هذه الفِتنِ، حتَّى عَلِمَ منها الشَّيءَ الكثيرَ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ حُذَيفَةُ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَطَب خُطبةً ذاتَ يَومٍ، ما ترَكَ فيها شيْئًا إلى قِيامِ السَّاعةِ إلَّا ذَكرَهُ، فأخبَرَ فيها بكلِّ ما يَحدُثُ مِن فِتنٍ إلى قِيامِ السَّاعةِ، وهذا البَيانُ من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَفِظَه مَن حَفِظَه مِنَ الحاضريِنَ، ونَسِيَه مَن نَسِيَه منهم، ثم أخبر حُذَيفةُ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه كان يَرى الشَّيءَ الَّذي كان نَسِيَه من هذه الخُطبةِ، فإذا رآه عرَفَه وتذكَّرَه كما يَعرِفُ الرَّجلُ الرَّجلَ الَّذي كان غابَ عنه فنَسِيَ صُورتَه، ثم إذا رآه عَرَفَه
وفي الحَديثِ: إطلاعُ اللهِ تعالَى نبِيَّه على ما هو كائنٌ إلى يومِ القيامةِ، وأنَّ جَميعَ المخلوقاتِ وحَركاتِهم وإرادتِهم وأعمالِهم، مُقدَّرةٌ بالأزمانِ والأوقاتِ، لا مَزيدَ في شَيءٍ منها ولا نُقصانَ عنها، ولا يُقدَّمُ منها شَيءٌ عن وقْتِه ولا يُؤخَّرُ
وفيه: حِرصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أمَّتِه وتحذيرُهم من كُلِّ الشُّرورِ والفِتَنِ