مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 340

مسند احمد

مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 340

 حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا بشير أبو إسماعيل، عن سيار أبي الحكم، عن طارق، عن عبد الله، قال له: يا أبا عبد الرحمن، تسليم الرجل عليك، فقلت: صدق الله ورسوله؟ قال: فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وتفشو التجارة، حتى [ص:90] تعين المرأة زوجها على التجارة، وتقطع الأرحام»

 أخْبَرَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَلاماتِ اقْتِرابِ يوْمِ القِيامَةِ وأشْراطِه حتى نكونَ على اسْتِعدادٍ له بالتَّوبَةِ وإخْلاصِ الإيمانِ للهِ سُبحانَه

ومن ذلك أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "بين يَدَيِ الساعَةِ"، أي: مِنْ عَلاماتِ قُرْبِ القِيامَةِ "تَسْليمُ الخاصَّةِ"، أي: يُسلِّمُ المَرْءُ على خاصَّتِه، ومَن يَعرِفُه دون السَّلامِ على عامَّةِ المُسلِمينَ إذا مَرَّ بهم، "وفُشُوُّ التِّجارَةِ"، أي: انْتِشارُها "حتى تُعينَ المَرْأَةُ زَوْجَها على التِّجارَةِ" وذلك بأنْ تُتاجِرَ معه في الأسْواقِ بل ومع غيْرِ زَوْجِها "وقَطْعُ الأرْحامِ"، أي: عَدَمُ التَّواصُلِ والتَّوادُدِ بين الأقارِبِ، "وفُشُوُّ القَلَمِ"، أي: انْتِشارُ الكِتابَةِ وظُهورُ العِلْمِ، "وظُهورُ الشَّهادَةِ بالزُّورِ"، أي: انْتِشارُ الشَّهادَةِ بالباطِلِ بين الناسِ بأنْ يَشهَدَ المَرْءُ بما لا يَعلَمُ أو يَشهَدَ على غيْرِ الحقيقةِ، "وكِتْمانُ شَهادَةِ الحَقِّ"، أي: إخْفاءُ شَهادَةِ الحَقِّ في القَضاءِ وغيْرِه خوْفًا أو تَكاسُلًا، وهذه عَلاماتٌ تَدُلُّ على ظُهورِ الباطِلِ واسْتِقْوائِه على أهْلِ الحَقِّ

 وفي الحديثِ: عَلَمٌ منْ أعْلامِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم