مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه 30
حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا موسى بن وردان، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان بن عفان، فذكر مثله (1) .
446 - حدثنا عبيد بن أبي قرة، حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبان بن عثمان
عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، لم يضره شيء " (2)
قدَرُ اللهِ لا مَهْرَبَ منه ولا مانِعَ له، وعلى الإنسانِ المؤمنِ أن يَستعينَ باللهِ على أقدارِه، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم:
"ما مِن عبدٍ يَقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ"، أي: عند صَباحِه ومَسائِه كلَّ يومٍ:
"بسمِ اللهِ"، أي: أستَعينُ أو أتحفَّظُ مِن كلِّ مؤذٍ باسمِ اللهِ، وأستَصحِبُه وأتبَرَّكُ به في صَباحي أو لَيْلي، فهو "الَّذي لا يَضُرُّ معَ اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ"، أي: مع ذِكرِ اللهِ باعتقادٍ حسَنٍ ونيَّةٍ خالصةٍ، لا يقَعُ ضرَرٌ ممَّا في الأرضِ مِن بَلاءٍ، ولا ممَّا يَنزِلُ مِن السَّماءِ،
"وهو السَّميعُ"، أي: لِكَلامِنا وكلِّ ما يَدورُ في الكونِ، "العليمُ"، أي: بأفعالِنا وأحوالِنا، وكلِّ ما في الكونِ "ثلاثَ مرَّاتٍ"، أي: يقولُ هذا الدُّعاءَ ثلاثَ مرَّاتٍ مع الاعتقادِ الحسَنِ وإخلاصِ النِّيَّةِ، "فيَضُرَّه شيءٌ"، أي: فلَن يَضُرَّه شيءٌ مع قولِه لهذا الدُّعاءِ في يومِه أو ليلتِه.
قال أبو الزِّنادِ: "وكان أبانٌ"، وهو ابنُ عُثمانَ بنِ عفَّانَ راوي الحديثِ عن أبيه،
"قد أصابه طرَفُ فالِجٍ"، أي: جزءٌ مِن شَللٍ أصاب أحَدَ جانِبَيِ الجسَدِ، "فجعَل الرَّجلُ"، أي: المستمِعُ لحديثِ أبانٍ، "يَنظُرُ إليه"، أي: مُتعجِّبًا بين قولِه وبينَ ما أصابه، فقال له أبانٌ: "ما تَنظُرُ؟"، أي: عرَف أبانٌ سبَبَ نظَرِه وهو التَّعجُّبُ الَّذي عِندَه والمفارقةُ الَّتي وجَدها فيه، فقال له: "أمَا إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُك"، أي: إنَّه لا طَعْنَ في الحديثِ على ما أصابَني، "ولكنِّي لم أقُلْه"، أي: نَسيتُ قولَ الدُّعاءِ في يَوْمي على غيرِ العادةِ، "يومَئذٍ"، أي: يومَ ما أصابَه ذلك المرَضُ، "لِيُمضِيَ اللهُ عليَّ قدَرَه"، أي: ما قدَّرَه اللهُ لي فيما أصابني.
وفي الحديثِ: بيانُ ما كان عِندَ التَّابِعين مِن الإيمانِ بالقدَرِ.