‌‌مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 169

‌‌مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 169

حدثنا عبد الله، حدثني أبو صالح هدية بن عبد الوهاب، بمكة حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، حدثنا يحيى بن أيوب البجلي، عن الشعبي،عن وهب السوائي، قال: خطبنا علي، فقال: " من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ " فقلت: أنت يا أمير المؤمنين قال: " لا خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، وما نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر " (1)

مِن الآدابِ التي علَّمَها لنا سيِّدُ الأَنامِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنْ نُنزِلَ النَّاسَ منازِلَهم، وخُصوصًا الصحابةَ الكِرامَ، ونَعلَمَ لهم مَكانَتَهم، ويكونَ تَفْضيلُ النَّاسِ في الإسلامِ بالتَّقوى والعَمَلِ الصَّالِحِ، وما قدَّموه للإسلامِ، وقدِ اشتُهِرَ عددٌ منَ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم بمَزيدٍ مِنَ الفَضائلِ.


وفي هذا الأثَرِ يَقولُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه: "ألَا أُخبِرُكم بخَيرِ هذه الأُمِّةِ بعدَ نَبيِّها؟" يُريدُ الأفْضلَ مِن حيثُ التَّقدُّمُ والمكانةُ والرِّياسةُ والعِلْمُ: "أبو بَكرٍ، وخَيرُها بعدَ أبي بَكرٍ عُمَرُ، ثم يَجعَلُ اللهُ الخَيرَ حيثُ أحبَّ"، فيُفضِّلُ مَن يَشاءُ ويَرفَعُ قَدرَه في الدُّنيا والآخِرةِ، وهذا معَ تَفاضُلِ الصَّحابةِ فيما بينَهم بحَسَبِ أمورٍ كثيرةٍ؛ كسابِقةِ الإسلامِ، وشُهودِ بَدْرٍ، وشُهودِ بَيْعَةِ الرِّضوانِ، وقولُ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه من بابِ تَعْليمِ الناسِ بحقِّ الصحابةِ وتَرتيبِهم في الفَضلِ بعدَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعَدمِ تَقْديمِ أحدٍ عليهم، وخاصَّةً بعدَ ظُهورِ الشِّقاقِ بينَ الناسِ بعدَ مَقتَلِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ رضِيَ اللهُ عنه، واختِلافِ الناسِ في تَفْضيلِ بعضِ الصحابةِ على بعضٍ رضِيَ اللهُ عنهم أجمَعينَ .