من الملحف 2
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا ابن أبي الرجال، عن عمارة بن غزية، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال: سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته وقعدت، فاستقبلني، وقال: " من استغنى: أغناه الله عز وجل، ومن استعف: أعفه الله عز وجل، ومن استكفى: كفاه الله عز وجل، ومن سأل وله قيمة أوقية: فقد ألحف، فقلت: ناقتي الياقوتة، خير من أوقية فرجعت، ولم أسأله "
حثَّ دِينُنا الحَنيفُ المؤمِنَ على العَفافِ والاستِغْناءِ عن الخَلقِ، وألَّا يَسأَلَ المسلِمُ النَّاسَ إلَّا إذا كان مُضطرًّا
وسببُ هذا الحديثِ: أنَّ أبا سعيدٍ الخُدْريَّ رَضِي اللهُ عَنه أرسلَتْه أمُّه يَسأَلُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن يُعطِيَهم مالًا لِحاجةٍ كانَت بهم، فلمَّا استقبَلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فكَأنَّه عرَف ما يُريدُ، فحثَّه على العِفَّةِ والاستِكْفاءِ باللهِ، ثمَّ قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن سأَل"، أي: طلَب مِن النَّاسِ أن يُساعِدوه بالمالِ، "وله قيمةُ أوقيَّةٍ"، والأوقيَّةُ كانت تُساوي على عهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أربَعين دِرهمًا، "فقد أَلْحَفَ"، أي: ألَحَّ بشِدَّةٍ في السُّؤالِ وهذا منهيٌّ عنه، قال أبو سعيدٍ رَضِي اللهُ عَنه: "فقلتُ"، أي: في نَفْسي: "ناقتي الياقوتةُ"، أي: المسمَّاةُ بذلك، "هي خيرٌ مِن أوقيَّةٍ، قال هِشامٌ"، أي: ابنُ عمَّارٍ أحدُ رُواةِ الحديثِ: "خيرٌ مِن أربَعين دِرهمًا، قال: فرَجَعتُ، فلم أسأَلْه شيئًا"، أي: فلم أَطلُبْ منه شيئًا مِن المالِ