نوع آخر من عدد التسبيح 2

سنن النسائي

نوع آخر من عدد التسبيح 2

أخبرنا موسى بن حزام الترمذي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن ابن إدريس، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كثير ابن أفلح، عن زيد بن ثابت، قال: أمروا أن يسبحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، ويحمدوا ثلاثا وثلاثين، ويكبروا أربعا وثلاثين، فأتي رجل من الأنصار في منامه، فقيل له: أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمدوا ثلاثا وثلاثين، وتكبروا أربعا وثلاثين؟ قال: نعم، قال: فاجعلوها خمسا وعشرين، واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: «اجعلوها كذلك»

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُرغِّبُ أصحابَه في الأذكارِ بعدَ الصَّلاةِ؛ لعِظَمِ أجرِها وسَعةِ فَضلِها وكثرةِ ثَوابِها، وفي هذا الحديثِ يَقولُ زيدُ بنُ ثابتٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أُمِرنا"، أي: أمَرَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "أن نُسبِّحَ دُبرَ كلِّ صلاةٍ ثَلاثًا وثلاثين"، أي: نَقولَ: "سبحانَ اللهِ" عَقِبَ كلِّ صلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثين مرَّةً، "ونَحمَدَه ثلاثًا وثلاثين"، أي: ونَقولَ: "الحمدُ للهِ" عَقِب كلِّ صلاةٍ ثَلاثًا وثلاثينَ مرَّةً، "ونُكبِّرَه أربَعًا وثلاثين"، أي: ونَقولَ: "اللهُ أكبَرُ" عَقِب كلِّ صلاةٍ أربعًا وثَلاثين مرَّةً، "قال"، أي: زيدُ بنُ ثابتٍ: "فرأى رجلٌ مِن الأنصارِ في المنامِ"، أي: رؤيا في مَنامِه، "فقال: أمَرَكم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: يَسألُه الزَّائرُ في مَنامِه سُؤالَ تَقريرٍ، فيَقولُ له: هل أمَرَكم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بكذا وكذا؟ أن تُسبِّحوا في دُبرِ كُلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وتَحمَدوا اللهَ ثلاثًا وثلاثين، وتُكبِّروا أربعًا وثلاثين؟ "قال: نعَم"،أي: قال الأنصاريُّ لزائرِه في المنامِ: نعَم أمَرَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بذلك، "قال"، أي: الزَّائرُ في المنامِ: "فاجعَلوا خَمسًا وعِشْرين واجعَلوا التَّهليلَ معَهنَّ"، أي: اجعَلوا التَّسبيحَ خمسًا وعِشرين والتَّحميدَ خَمسًا وعِشرين والتَّكبيرَ خمسًا وعشرين والتَّهليلَ خمسًا وعشرين؛ فذلك تَمامُ المئةِ والتَّهليلُ هو قولُ: "لا إلهَ إلَّا اللهُ"، "فغَدا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: فذَهَب الرَّجلُ الأنصاريُّ صاحبُ الرُّؤيا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لِيُخبِرَه بما رأى في مَنامِه، "فحَدَّثه"، أي: فحَكى الرَّجلُ الأنصاريُّ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الرُّؤيا الَّتي رآها في مَنامِه، "فقال: افعَلوا"، أي: فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم للصَّحابةِ: اجعَلوا أذكارَكم عَقِبَ كلِّ صلاةٍ كما رأى الرَّجلُ الأنصاريُّ في مَنامِه، فاجعَلوا التَّسبيحَ خَمسًا وعِشْرين والتَّحميدَ خمسًا وعِشرين والتَّكبيرَ خمسًا وعِشرين والتَّهليلَ خمسًا وعشرين. هذا، وقد ورَدَت رِواياتٌ مُتعدِّدةٌ في الذِّكرِ بعدَ الصَّلواتِ المفروضاتِ، منها هذه الرِّوايةِ، وفي رِواياتٍ أخرى أن يَكونَ كلُّ واحدٍ مِن التَّسبيحِ والتَّحميدِ والتَّكبيرِ ثَلاثًا وثَلاثين فقَط، دونَ تهليلٍ، أو يَكونَ تَمامُ المئةِ بالتَّهليلِ مرَّةً واحدةً، أو يكونَ كلُّ واحدٍ مِن التَّسبيحِ والتَّحميدِ والتَّكبيرِ عَشْرَ مرَّاتٍ، ووَرَد غيرُ ذلك مِن الأذكارِ