الحلف بالبراءة من الإسلام
سنن النسائي
أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذبا فهو كما قال، وإن كان صادقا لم يعد إلى الإسلام سالما "
نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنْ يَحلِفَ المسلِمُ بغيرِ اللهِ؛ ومِن صوَرِ ما نَهى عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قولُه في هذا الحديثِ: "مَن حلَفَ"، أي: مَن أقسَمَ على يَمينٍ، وعلَّقَها بقولِه: "إنِّي بَريءٌ مِن الإسلامِ؛ فإنْ كان كاذِبًا"، أي: كاذِبًا في يمينِه تلك؛ "فهو كما قال"، أي: بَرِئَ مِن الإسْلامِ وكفَرَ به؛ وذلك أنَّ الكذِبَ منهِيٌّ عنه، وأنَّه مِن الكَبائرِ، فإذا ما صاحَبَه مثْلُ هذا القَسَمِ كاد أنْ يوقِعَه في الكفْرِ، "وإنْ كان صادِقًا"، أي: صدَقَ في يمينِه بتلك الصِّيغَةِ؛ "فلن يرجِعَ إلى الإسلامِ سالِمًا"، أي: فإنَّ في إسْلامِه نقْصًا؛ وذلك لِما في هذه الصِّيغَةِ مِن استِخفافٍ بإسلامِ قائلِها، وقولُه: "فلن يرجِعَ إلى الإسلامِ سالِمًا" إشارَةٌ منه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إلى أنَّ الحالِفَ بتلك الصِّيغَةِ كان إسلامُه معلَّقًا حتَّى يوفِّيَ ويَصدُقَ في يمينِه، فإذا ما وفَّى بها رجَعَ إليه إسلامُه