القراءة في الركعتين بعد المغرب
سنن النسائي
أخبرنا الفضل بن سهل قال: حدثني أبو الجواب قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: «رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة، يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد»
في هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِي اللهُ عنه عن بعضِ مِن السُّورِ الَّتي كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقرَؤُها في الصَّلاةِ بعدَ الفاتحةِ، فيقولُ: "ما أُحْصي"، أي: لا أَقدِرُ على عَدِّ، "ما سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: لِكَثرةِ ما كان "يَقرَأُ في الرَّكعتَين بعدَ المغرِبِ، وفي الرَّكعتَين قبلَ صلاةِ الفجرِ"، أي: في سُنَّةِ المغرِبِ، وسنَّةِ الفجرِ: " {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} "، أي: يَقرَأُ في الرَّكعةِ الأولى بسورةِ الكافرون، ويقرَأُ في الرَّكعةِ الثَّانيةِ بسُورةِ الإخلاصِ. ... وفي هاتَينِ السُّورَتَين البراءةُ مِن الكُفرِ وأهلِه، والإقرارِ بالتَّوحيدِ الخالِصِ للهِ سبحانه، وإثباتِ صِفاتِ الكمالِ للهِ، ونفْيِ صِفاتِ النَّقصِ، كما أنَّهما سُورَتانِ خَفيفتانِ تَتناسَبُ مع خِفَّةِ صَلاتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذَينِ الوقتينِ هاتَين الرَّكعتَين
وفي الحديثِ: بيانُ ما كان عند الصَّحابةِ رَضِي اللهُ عنهم من حِرصٍ على الأخْذِ من سُنَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم