باب أيام الجاهلية 6
بطاقات دعوية
عن عكرمة: (وكأسا دهاقا)؛ قال: ملأى متتابعة. قال: وقال ابن عباس: سمعت أبي يقول في الجاهلية: اسقنا كأسا دهاقا (25).
لقدْ نزَل القُرآنُ الكَريمُ بلِسانِ العرَبِ؛ قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 192 - 195]، ومِن ثَمَّ جرَتْ مُفرَداتُ القُرآنِ وكَلماتُه على ألْسِنةِ العرَبِ في الجاهِليَّةِ والإسْلامِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه سَمِع أباهُ العبَّاسَ يقولُ في الجاهليَّةِ قبْلَ أنْ يُسلِمَ: اسْقِنا كأسًا دِهاقًا، والدِّهاقُ: الكَثيرةُ المَلْأى والمُتَتابِعةُ أيضًا؛ فالعرَبُ تقولُ: أدهَقْتُ الكأْسَ؛ إذا مَلأْتَها، وأدهقْتُ له؛ إذا تابعْتَ له السَّقيَ، وقدْ جاء هذا التَّعْبيرُ مُوافِقًا لِما جاء في القُرآنِ مِن وَصفِ بَعضِ نَعيمِ أهلِ الجنَّةِ، حيث قال اللهُ تعالَى: {وَكَأْسًا دِهَاقًا} [النبأ: 34].
وفي الحَديثِ: الاحْتِجاجُ في التَّفسيرِ بقَولِ العرَبِ؛ لأنَّه نزَلَ بلُغتِهم.