حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره ". فكان عبد الله بن عمرو، يلقنها من بلغ من ولده، ومن لم يبلغ منهم كتبها في صك ثم علقها في عنقه.: هذا حديث حسن غريب
ربَّما يَفزَعُ المسلِمُ في يومِه؛ سواءٌ كان نائمًا أو يَقِظًا، وفي هذا الحديثِ يُعلِّمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أصحابَه رَضِي اللهُ عَنهم "كَلِماتٍ"، أي: دُعاءً يَقولونَه حالَ فزَعِهم، و"الفزَعُ": الخوْفُ، وهذه الكلماتُ هي: "أعُوذُ بكَلِماتِ اللهِ"، أي: ألجَأُ وأستجِيرُ بأسماءِ اللهِ الحُسنَى وكتُبِه المنزَّلَةِ، "التَّامَّةِ"، أي: الكامِلَةِ في فَضْلِها وبرَكَتِها ونفْعِها، والمنزَّهَةِ عن كلِّ نقْصٍ، "مِن غضَبِه"، أي: مِن غضَبِ اللهِ عزَّ وجلَّ، "وشَرِّ عِبادِه"، أي: مِن الظُّلمِ والمعاصِي الَّتي تقَعُ منهم، "ومِن همَزاتِ"، أي: وَساوِسِ، "الشَّياطِينِ، وأنْ يحضُرونِ"، أي: أعُوذُ باللهِ أنْ يَحضُرَ الشَّياطِينُ في عِبادتي وطاعَتي فيُفسِدوها علَيَّ، أو أنْ يَحضُروا في أيِّ أمْرٍ مِن أمُوري.