حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق، فقال: «إن الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة».: هذا حديث غريب ولا نعرف للأعمش سماعا من أنس إلا أنه قد رآه ونظر إليه
تَفضَّل اللهُ سُبْحانهُ على عِبادِهِ بأُمورٍ مِنَ الأَقْوالِ والأَذْكارِ الَّتي يُعطي عليها أجْرًا عظيمًا مِن فضْلِهِ وكرَمِهِ، فتكونُ رَفْعًا للدَّرجاتِ، وزيادةً في أجْرِهِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إِنَّ: الحَمْدَ للهِ" ومَعْناها الاعْتِرافُ بأنَّ اللهَ هو المُسْتحِقُّ وحْدَهُ لمَعاني الشُّكرِ والثَّناءِ، "وسُبْحانَ اللهِ" ومَعْناها التَّنْزيهُ الكامِلُ للهِ تعالى عن كُلِّ نَقْصٍ ووَصْفُهُ بالكمالِ التامِّ الذي يَليقُ بجَلالِهِ "ولا إِلَهَ إلَّا اللهُ" وهي كلِمةُ التَّوْحيدِ الخالِصَةُ التي تَعْني أنَّه لا مَعْبودَ بِحَقٍّ إلَّا اللهُ، وأنَّه وحدَهُ المُسْتحِقُّ للعِبادَةِ "وَاللهُ أكْبَرُ" وفيها مَعْنى العَظَمةِ للهِ، وأنَّه أعْلى وأكْبرُ من كُلِّ شَيْءٍ، "لَتُساقِطُ من ذُنوبِ العَبْدِ"، أي: تتسبَّبُ في غُفْرانِها "كما تَساقَطَ وَرَقُ هذه الشَّجَرَةِ" وهذا من فضْلِ اللهِ ورحْمَتِهِ لعِبادِهِ بسَبَبِ الذِّكْرِ، وهذا بَيانٌ لعَظيمِ الاسْتِغْفارِ بِهِنَّ .