باب الرجل يستقي كل دلو بتمرة ويشترط جلدة
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي حية
عن علي، قال: كنت أدلو الدلو بتمرة، وأشترط أنها جلدة (2).
لقدْ نظَّمَ الشَّرعُ الحكيمُ العِلاقةَ بينَ النَّاسِ في العمَلِ والمُؤاجرةِ، وحَثَّ على إعطاءِ الحُقوقِ للعُمَّالِ والمُستأجرينَ، وفي هذا الخبرِ يقولُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه: "كنْتُ أدْلُو الدَّلْوَ"، أي: أنْزِعُ الدَّلْوَ وأُخْرِجُه مِن مَصدَرِ الماءِ، سواءٌ كان بئرًا أو غيرَه، "بتَمرةٍ وأشترِطُ أنَّها جَلْدةٌ"، أي: على أنْ يكونَ أُجْرَةُ نَزْعِ وإخراجِ الدَّلْوِ تَمرةً جيِّدةً قويَّةَ الجِلْدِ، وهذا كِنايةٌ عن جَودتِها وامتلائِها، وكان عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه الأجيرَ.
وفي الحديثِ: الحرصُ على الكَسبِ من عَمَلِ اليدِ ولو كان قليلًا؛ استغناءً عمَّا في يدِ الناسِ.