باب النهي عن خاتم الذهب3
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، عن محمد ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه
عن عائشة أم المؤمنين، قالت: أهدى النجاشي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلقة فيها خاتم ذهب فيه فص حبشي، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعود، وإنه لمعرض عنه، أو ببعض أصابعه، ثم دعا بابنة ابنته أمامة بنت أبي العاص، فقال: "تحلي بهذا يا بنية" (2)
نَهى النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم الرِّجالَ عنِ استِعمالِ الذَّهبِ، وفي هذا الحَديثِ تقولُ عائشةُ رضيَ الله عنها: "قدِمتُ على النبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم حِليةً من عندِ النَّجاشيِّ أهْداها لَه"، أي: بعضَ الثِّيابِ والزِّينةِ، فيها خاتَمٌ مِن ذَهبٍ فيهِ فصٌّ حَبَشيٌّ"، أي: ما يُنقَش في وَسَطِ الخاتمِ، ويكونُ من نَفسِ مَعدنِ الخاتَمِ، أو ما يَضعُ في وَسطِه من أحجارٍ، والمرادُ بالحبَشيِّ: ما كانَ مِن مَعدنِ الحبَشةِ كالعاجِ وشِبهه، أو ما كانَ لونُه أسودَ، قالتْ عائشةُ رضيَ الله عنها: "فأخذَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم بِعُودٍ مُعرِضًا عنه"، أي: أمسَكَه النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم بعصًا، "أو بِبَعضِ أصابِعه"، وفي هذا كنايةٌ عن شِدَّةِ الحُرمةِ التي فيه للرِّجالِ، "ثم دَعا أُمامةَ ابنةَ أبي العاصِ ابنةَ ابنتِه زينبَ، فقالَ: تحَلَّيْ بهذا يا بُنيَّةُ"، أي: تزَّيَني وتَجمَّلِي به؛ وهذا لأنَّ الذَّهبَ يَحِلُّ للنِّساءِ دُونَ الرِّجالِ.