باب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم22
سنن الترمذى
حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال: حدثنا محمد بن معن المدني الغفاري قال: حدثني أبي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر»: «هذا حديث حسن غريب»
شُكرُ اللهِ سبحانه وتعالى على نِعَمِه مِن آكَدِ المهمَّاتِ على المسلِمِ؛ فكلُّ أمورِ العَبدِ تدورُ بينَ النِّعمةِ الَّتي تُشكَرُ، والبَلاءِ الَّذي فيه الصَّبرُ ابتغاءَ مَرضاةِ اللهِ سبحانه وتعالى.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الطَّاعمُ الشَّاكرُ"، أي: الَّذي يأكُلُ الأَكْلةَ، فيَشكُرُ اللهَ ويَحمَدُه، "بِمَنزلةِ الصَّائمِ الصَّابرِ"، أي: كلٌّ مِنهما مأجورٌ، والمقصودُ بالمنزلةِ: أنَّ كلًّا مِنهما في طاعةٍ، وقيل: المعنى: أنَّ كلًّا مِنهما مُساوٍ للآخَرِ في الأجرِ، والصَّائمُ الصَّابرُ، هو الَّذي يَكُفُّ نفْسَه عن الأكلِ والشُّربِ والشَّهواتِ، ويَصبِرُ عن المباحاتِ مُدَّةَ الصِّيامِ ابتغاءَ مَرضاةِ اللهِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ الشُّكرِ والصَّبرِ.