باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج6
سنن ابن ماجه
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا ابن جابر، عن يحيى بن جابر الطائي، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه
أنه سمع النواس بن سمعان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم، سبع سنين" (1)
أخبَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن خُروجِ يَأجوجَ ومَأجوجَ في آخِرِ الزَّمانِ، وعن إفسادِهم وشَرِّهم في الأرضِ، وكيف يكونُ هَلاكُهم.
وفي هذا الحديثِ بيانُ بعضِ أمورِهم، حيثُ يَقولُ النَّوَّاسُ بنُ سِمْعانَ رَضِي اللهُ عَنه: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "سيُوقِدُ المسلِمون"، أي: سيَستخدِمُ المسلِمون في إيقادِ النَّارِ في حَياتِهم للاستِدْفاءِ وإنضاجِ الطَّعامِ ونَحوِهما، "مِن قِسِيِّ يأجوجَ ومأجوجَ"، أي: مِن الأقواسِ والنِّبالِ الَّتي يُرمَى بها السِّهامُ الَّتي كانتْ معَهم وغالبًا ما تَكونُ مِن خشَبٍ، "ونُشَّابِهم"، أي: نِبالِهم وسِهامِهم الَّتي يَرْمون بها، "وأتراسِهم"، جمْعِ تُرْسٍ، وهو ما يُتَّقى به مِن ضرَباتِ السَّيفِ، ويُصنَعُ أيضًا مِن الخشَبِ، "سبْعَ سِنينَ"، أي: بعدَ أن يُهلِكَهم اللهُ تعالى، وهذا كِنايةٌ عن كَثرةِ ما هم فيه مِن سِلاحٍ وعَتادٍ؛ ولِذا قيل: إنَّهم تِسعَةُ أعشارِ الأُمَّةِ وبقيَّةُ النَّاسِ عُشْرٌ.