باب فضل الأذان وثواب المؤذنين 3
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن بشار، وإسحاق بن منصور قالا: حدثنا أبو عامر، حدثنا سفيان (1)، عن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة قال:
سمعت معاوية بن أبي سفيان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة" (2).
الأذانُ شَعيرةٌ إسلاميَّةٌ جَليلةٌ، وقد كرَّمَ اللهُ تَعالَى المؤذِّنينَ وفضَّلَهم بالأجرِ العَظيمِ الَّذي جَعَلَ الصَّحابةَ رَضيَ اللهُ عنهم يَتطَلَّعونَ إلى ذلك الفضلِ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَضْلَ المؤذِّنينَ الَّذين يَرفَعون الأذانَ للصَّلواتِ الخمسِ ويُنادونَ بها، وأنَّهم أطوَلُ النَّاسِ أعناقًا يومَ القيامةِ، ومعناه: أنَّهم أكثَرُ النَّاسِ تَشوُّفًا إلى رَحمةِ اللهِ تَعالَى؛ لأنَّ المتشوِّفَ يُطيلُ عُنُقَه إلى ما يَتطلَّعُ إليه، فمعناه: كَثرةُ ما يَرَونَه منَ الثَّوابِ، وقيل: معناه أنَّهم إذا ألجَمَ النَّاسَ العَرَقُ يومَ القيامةِ طَالَت أعناقُهم؛ لِئَلَّا يَنالَهم ذلك الكَربُ والعَرَقُ، وقيل: معناه أنَّهم رُؤَساءُ النَّاسِ؛ لأنَّ العَرَبَ تَصِفُ السَّادَةَ بطُولِ الأعناقِ، وعلى كلِّ حالٍ: ففيه فَضلُ المؤذِّنين على سائرِ النَّاسِ، وتَخصيصُهم بهذه الصِّفةِ يومَ القِيامةِ.