باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة
بطاقات دعوية
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين راهبين واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير ويحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسى معهم حيث أمسوا
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه رضي الله عنهم بعلامات يوم القيامة، وأمور آخر الزمان وأحداث الحشر والبعث، ونحوها من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله؛ للعبرة والعظة والاستعداد لهذه الأيام
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يحشر الناس» فيجمعون إلى بقعة ومكان بالأرض قبيل قيام الساعة إلى الشام، ويكونون على ثلاثة فرق أو طوائف
أولهم: فوج يحشرون «راغبين» طامعين في رحمة الله تعالى «راهبين» خائفين من عذاب الله تعالى
والفوج الثاني: يحشرون ركبانا على الدواب، ولكن بأعداد مختلفة؛ فيكون منهم اثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، أي: إنهم يعتقبون البعير الواحد يركب بعض ويمشي بعض، وقيل: ولا مانع أن يجعل الله في البعير ما يقوى به على حمل العشرة. وقد أوضحت الرواية الأخرى كما عند أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن الدواب تهلك ويكون فيها قلة حتى يتكالب الناس على الركوب، فلا يجدون، فيتكدسون في الركوب على ظهور الدواب.
والصنف الثالث: «تحشر بقيتهم النار» فتسوقهم النار إلى المحشر، وفي رواية لأحمد: «وتحشرهم إلى النار» بزيادة «إلى»، أي: تسوقهم الملائكة إلى النار. وهذه النار التي تسوقهم تكون معهم حيثما ذهبوا وقت القيلولة عندما يتعبون ويحاولون الاستراحة، «وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا»، وهذا كناية عن ملازمة النار لهم