باب فى الرجل ينتمى إلى غير مواليه
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقى حدثنا عمر بن عبد الواحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثنى سعيد بن أبى سعيد - ونحن ببيروت - عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة ».
نظم الشرع أمور النسب والانتماء إلى الناس بطرق واضحة معروفة ومنضبطة، والخروج على هذه الطرق يفسد الأنساب ويخلط بينها، ويترتب عليه مفاسد، وتنتهك به الحرمات
وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ادعى إلى غير أبيه"، أي: انتسب ظلما وزورا إلى غير أبيه الذي هو من صلبه، "أو تولى غير مواليه"، أي: من أعطى ولاءه لغير مواليه، الذين أعتقوه من الرق، فقد استحق تلك العقوبة أيضا؛ لأن لحمة الولاء كلحمة النسب؛ فلا يحل تجاوزها؛ فإن العتق من حيث إن له لحمة كلحمة النسب، فإذا نسب إلى غير من هو له، كان كالدعي الذي تبرأ ممن هو منه، وألحق نفسه بغيره؛ "فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"، وهذا دعاء عليه بالطرد والإبعاد عن الرحمة؛ بسبب فعله وجرمه، وهذا مبالغة في شدة اللعن