باب فيما يلزم الإمام من أمر الرعية والحجبة عنه
حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « ما أوتيكم من شىء وما أمنعكموه إن أنا إلا خازن أضع حيث أمرت ».
الأرض ملك لله سبحانه وتعالى، وإنما يعطي العباد من رزقه وفضله تيسيرا لهم، وتمهيدا لأسباب الحياة التي خلقهم فيها؛ فالله عز وجل هو الذي يقبض ويبسط، وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أوتيكم من شيء وما أمنعكموه"، أي: ما أعطيكم شيئا من عندي ولا أمنع عنكم شيئا؛ فالأمر كله من الله، "إن أنا إلا خازن، أضع حيث أمرت"، أي: كل ما يأتي به الله من الأموال والغنائم فأمرها إلى الله، أضعها حيث أمرني، وما أنا إلا حافظ لها وقاسم، كما قال الله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول} [الأنفال: 41]؛ فالله سبحانه هو الذي أمر ووجه نبيه بكيفية توزيعها، وجعل أربعة أخماسها للمحاربين، وخمسها لله ورسوله يضعها النبي صلى الله عليه وسلم حيث يرى في مصالح الناس
وفي الحديث: بيان أن الله هو المعطي، وهو المانع، وليس لأحد من الخلق يد في ذلك