باب إمامة الأعمى
حدثنا محمد بن عبد الرحمن العنبري أبو عبد الله، ثنا ابن مهدي ، ثنا عمران القطان، عن قتادة ، عن أنس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم. يؤم الناس وهو أعمى»
كان عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه أعمى، وكان من الصحابة المهاجرين الذي لهم السبق والفضل الكبير في حقبة الإسلام الأولى
وفي هذا الحديث يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم"، أي: جعله خلفا عنه "على المدينة مرتين"، أي: يلي أمرها، ويتولى شؤونها حين يخرج النبي صلى الله عليه وسلم منها إلى سفر أو غزو
قيل: إنما ولاه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة دون القضايا والأحكام، وقيل: إنه صلى الله عليه وسلم إنما ولاه الإمامة بالمدينة إكراما له وأخذا بالأدب فيما عاتبه الله عليه من أمره في قوله سبحانه: {عبس وتولى * أن جاءه الأعمى} [عبس: 1- 2]، وأما في عدد ولايته لها، فقد قيل: ثلاث عشرة مرة في غزواته، منها: غزوة الأبواء وبواط والعسيرة، وخروجه إلى جهينة في طلب كرز بن جابر، وغزوة السويق، وغطفان، وأحد، وحمراء الأسد، ونجران وذات الرقاع، واستخلفه حين سار إلى بدر، وأما ما روي في هذا الحديث فهو من باب أنه لم يبلغه ما بلغ غيره