باب فيمن سقى رجلا سما أو أطعمه فمات أيقاد منه

باب فيمن سقى رجلا سما أو أطعمه فمات أيقاد منه

حدثنا مخلد بن خالد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهرى عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أن أم مبشر قالت للنبى -صلى الله عليه وسلم- فى مرضه الذى مات فيه ما يتهم بك يا رسول الله فإنى لا أتهم بابنى شيئا إلا الشاة المسمومة التى أكل معك بخيبر. وقال النبى -صلى الله عليه وسلم- « وأنا لا أتهم بنفسى إلا ذلك فهذا أوان قطعت أبهرى ». قال أبو داود وربما حدث عبد الرزاق بهذا الحديث مرسلا عن معمر عن الزهرى عن النبى -صلى الله عليه وسلم- وربما حدث به عن الزهرى عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وذكر عبد الرزاق أن معمرا كان يحدثهم بالحديث مرة مرسلا فيكتبونه ويحدثهم مرة به فيسنده فيكتبونه وكل صحيح عندنا قال عبد الرزاق فلما قدم ابن المبارك على معمر أسند له معمر أحاديث كان يوقفها.

موت النبي صلى الله عليه وسلم مصيبة تهون معها كل المصائب، ولم يصب المسلمون بمثلها قط، وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أدى رسالة ربه على أكمل وجه
وفي هذا الحديث أن أم مبشر رضي الله عنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه تسأله: ما يتهم بك يا رسول الله؟ أي: ما المرض الذي يظن بك؟ فإني لا أتهم بابني إلا الشاة المسمومة التي أكل معك بخيبر، أي: لا تظن شيئا في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أثر تلك الشاة المسمومة التي أكل منها ابنها بشر مع النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر، وذلك أن امرأة يهودية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة فأكل منها النبي صلى الله عليه وسلم وبشر بن البراء ابن أم مبشر، فأخبرت الشاة النبي صلى الله عليه وسلم حينما أكل منها أنها مسمومة، فكف عنها، ولكن بقي أثرها بعد ذلك، ومات بشر من السم.
ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأم مبشر: «وأنا لا أتهم بنفسي إلا ذلك»، أي: وأنا أيضا أوافقك في أن ما بي من أثر الشاة المسمومة «فهذا أوان قطعت أبهري»، و"الأبهر" عرق به الحياة تتشعب منه سائر الشرايين إذا انقطع مات صاحبه؛ فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم أن أبهره قد انقطع واقترب أجله.
وفي الحديث: بيان غدر اليهود وسوء معاملتهم للأنبياء.