باب في المشي يوم العيد
سنن الترمذى
حدثنا إسماعيل بن موسى قال: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: «من السنة أن تخرج إلى العيد ماشيا، وأن تأكل شيئا قبل أن تخرج» هذا حديث حسن. والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم: يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشيا، وأن لا يركب إلا من عذر
الخُروجُ لأداءِ صلاةِ العيدِ مَظهَرٌ مِن مَظاهرِ الإسلامِ، ومَعْلَمٌ مِن مَعالِمِ الدِّينِ الظَّاهرةِ، كما يُبيِّنُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رَضِي اللهُ عنه في هذا الحديثِ مع ذِكرِ بَعضِ آدابِ الخُروجِ لصلاةِ العيدِ، فيقولُ: "مِن السُّنَّةِ أن تَخرُجَ إلى العيدِ ماشيًا"، أي: إنَّ الخروجَ لأداءِ صلاةِ عيدِ الفِطْرِ بالمصلَّى ماشيًا هو مِن الأفعالِ التي فعَلها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، والمشيُ لها يكونُ أقرَبَ إلى التَّواضعِ، واحتسابًا للأجرِ والثَّوابِ في خُطواتِه، إلَّا إذا كان هناك ضَعفٌ لِكِبَرٍ، أو كان هناك مرَضٌ يَمنَعُ مِن الخروجِ إليها ماشيًا، ثمَّ قال عليٌّ رَضِي اللهُ عَنْه: "وأن تَأكُلَ شيئًا" مِن تَمراتٍ أو غيرِها "قبلَ أن تَخرُجَ"، أي: لأداءِ الصَّلاةِ اقتِداءً بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، والسَّببُ في ذلك حتَّى لا يُفهَمُ مِنه لُزومُ الصَّومِ حتَّى يأتِيَ مِن صلاةِ العيدِ؛ فكان تَعجيلُ الفِطْرِ قبلَ الخروجِ إلى صلاةِ عيدِ الفطرِ، أمَّا في الخروجِ لأداءِ صلاةِ عيدِ الأضحى فلا يَأكُلُ شيئًا؛ لِمَا رواه أحمدُ والترمذيُّ وغيرُهما عن بُريدةَ الأسلَميِّ رضِيَ اللهُ عنه، قال: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم لا يَخرُجُ يومَ الفِطرِ حتَّى يَطعَمَ، ولا يَطعَمُ يومَ الأَضْحى حتَّى يُصلِّيَ".