باب ما جاء في الرخصة في النهي عن اختناث الأسقية

سنن الترمذى

باب ما جاء في الرخصة في النهي عن اختناث الأسقية

حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن جدته كبشة قالت: «دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب من في قربة معلقة قائما فقمت إلى فيها فقطعته»: هذا حديث حسن صحيح غريب ويزيد بن يزيد بن جابر هو أخو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهو أقدم منه موتا
‌‌_________‌‌

كان الصَّحابةُ والتَّابِعونَ مِن أشَدِّ النَّاسِ حُبًّا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأشَدِّهم التِماسًا وتَتبُّعًا لآثارِهِ، وكانوا يَتبرَّكون بذلِكَ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي أنَسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخَلَ على أُمِّ سُلَيمٍ"، وهي والِدةُ أنَسِ بنِ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه، "وقِرْبةٌ مُعلَّقةٌ" والقِرْبةُ: ما يُصنَعُ مِن جُلودِ الحيَوانِ مِن أجْلِ حِفْظِ ماءِ الشُّربِ فيها، وكانت القِرَبُ تُعلَّقُ؛ لِيُمكِنَ الإفْراغُ منها في الآنيةِ؛ ولإبْعادِها عن الهوامِّ، "فشَرِبَ من فَمِ القِرْبةِ وهو قائِمٌ"، هكذا دونَ أنْ يَجلِسَ، ودونَ أنْ يُفرِغَ من القِرْبةِ في كُوبٍ أو إناءٍ "فقامتْ أُمُّ سُلَيمٍ إلى رَأسِ القِرْبةِ فقَطَعَتْها"، بمَعْنى أنَّها قَطَعَتْ فَمَ القِرْبةِ؛ لِتَحتَفِظَ بها، كما في روايةِ ابنِ ماجَهْ، "فقَطَعَتْ فَمَ القِرْبةِ تَبتَغي بَرَكةَ مَوضِعِ في رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ".