باب في المعتكف يعود المريض ويشهد الجنائز
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن رمح، أخبرنا الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، وعمرة بنت عبد الرحمن
أن عائشة قالت: إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه، فما أسأل عنه إلا وأنا مارة، قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يدخل البيت إلا لحاجة، إذا كانوا معتكفين (1).
للاعْتِكافِ في المَسْجِدِ آدابٌ عَلَّمَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه بِقولِه وفِعْلِه، وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لبعض تلك الآدابِ، وفيه تقولُ عائِشةُ رَضي اللهُ عنها: «إِنْ كُنْتُ لَأَدْخُلُ البَيْتَ للحاجةِ»، أي: أخْرُجُ من مَكانِ الاعْتِكافِ إلى البَيتِ لِقضاءِ حاجةِ الإنْسانِ من البَولِ والغائِطِ ونَحوِهما، «والمَريضُ فيه، فما أَسألُ عَنه إلَّا وأنا مارَّةٌ»، أي: أسألُ عن المريضِ عَرضًا دون انْتِظارٍ أو جُلوسٍ عنده، قالت: «وكان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَدخُل البَيتَ إلَّا لِحاجةً»، أي: لا يَدخُل بَيتَه إلَّا للغائِط أو البَول، «إذا كانوا مُعْتَكفينَ»، وهذا بَيانٌ إلى أنَّ فِعلَ عائِشةَ رَضي الله عنها إنَّما كان امْتثالًا لسُنَّة رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الاعْتِكافِ، والاعتِكافُ: هو الانْقِطاعُ في المَسجِد للعِبادةِ والصَّلاةِ والذِّكرِ، مع عَدَمِ الاشْتِغالِ بِغير ذلك، وقد كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَعتكِفُ العَشرَ الأواخِرَ مِن رَمضانَ، واعتَكَف أزواجُه مِن بَعدِه.
وفي الحديثِ: أنَّ المُعتَكفَ لا يَخرُج من المُعتَكَفِ إلا لِضرورةٍ( ).