باب في كلام النبي صلى الله عليه وسلم
سنن الترمذى
حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا حميد بن الأسود، عن أسامة بن زيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام يبينه، فصل، يحفظه من جلس إليه»: «هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث الزهري»، وقد رواه يونس بن يزيد، عن الزهري
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُوضِّحُ كلامَه للمُستمِعِ حتَّى يَحفَظَ عنه، ويُعمَلَ به.
وفي هذا الحديثِ تَقولُ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: "ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَسرُدُ سَرْدَكم هذا"، أي: لا يُتابِعُ الحديثَ استِعْجالًا بعضَه إِثْرَ بعضٍ، فقيل: حتَّى لا يَلتبِسَ على المستمِعِ، "ولكنَّه كان يَتكلَّمُ بكلامٍ بيَّنه"، أي: كلامٍ يوضِّحُه، "فَصْلٍ"، أي: ظاهرٍ بيِّنٍ واضحٍ، يكونُ بين أجزائِه فصلٌ، "يحفَظُه مَن جلَس إليه"، أي: لِوُضوحِه وتَكرارِه له يسهُلُ حِفظُه لِمَن جلَس إليه.