باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها2
سنن الترمذى
حدثنا بندار قال: حدثنا مؤمل قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن مطر بن عكامس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة»: وفي الباب عن أبي عزة وهذا حديث حسن غريب، ولا يعرف لمطر بن عكامس عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا مؤمل، وأبو داود الحفري، عن سفيان، نحوه
قدَّر اللهُ الموتَ على بَني آدمَ، وجعَل له أسبابًا، بل كتَب في اللَّوحِ المقدَّرِ للشَّخصِ الموتَ فيه، فإذا حان الأجَلُ جعَله هُناك.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إذا قضَى اللهُ"، أي: إذا شاء وقَدَّر "لعبدٍ أنْ يَموتَ بأرضٍ"، أي: تَكونَ نِهايةُ أجَلِه في الدُّنيا بموضعٍ مُعيَّنٍ، وهو غيرُ موجودٍ فيه، "جعَل له إليها حاجةً، أو قال: بها حاجةً"، أي: أظهَر اللهُ سبحانه وتعالى لذلك العَبدِ في تلك الأرضِ شيئًا، فأتَى إليها، فقُبِض فيها، وقد قالَ اللهُ تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34].
وفي الحديثِ: التَّنبيهٌ على التيقُّظِ للموتِ والاستِعدادِ له بالطاعةِ والخُروجِ مِن المظالِمِ وقَضاءِ الدَّيْنِ والوَصيةِ في الحَضرِ، فضلًا عن الخُروجِ إلى السَّفر؛ فلا يَدْري العبدُ أين كُتبِتْ مَنيتُه مِن الأرضِ.
وفيه: أنَّ كلَّ شيءٍ بقَدَرٍ.